
يزيد تشخيص السرطان في مرحلة مبكرة من فرص علاجه والتعافي منه. وتشمل الأساليب الحالية، فحص المرضى المعرضين للخطر الذين ليس لديهم أعراض بادية، ومحاولة التنبؤ بسلوك الخلايا لديهم، على الرغم من صعوبة ذلك.
لكن يبدو أن الذكاء الاصطناعي، يستطيع ذلك، حيث تتعلم أجهزة الكمبيوتر أنماط البيانات المعقدة لصياغة جملة من التنبؤات، اعتمادا على خوارزميات معدة سلفا، ومن ثم القدرة على التشخيص المبكر للسرطان.
يمكن لهذه الخوارزميات أن تساعد الأطباء من خلال تحليل السجلات الصحية الروتينية، والصور الطبية، وعينات الخزعة (Biopsy)، واختبارات الدم لتحسين التقسيم الطبقي للمخاطر والتشخيص المبكر؟
التشخيص المبكر للسرطان اعتمادا على الذكاء الاصطناعي آخذ في التطور وفق دراسة نشرت السنة الماضية على موقع المكتبة الوطنية للطب، التابعة للحكومة الأميركية.
يشير الذكاء الاصطناعي إلى مجموع برامج الكمبيوتر، أو الخوارزميات، التي تستخدم البيانات لاتخاذ القرارات أو التنبؤات.
لبناء خوارزمية، قد ينشئ العلماء مجموعة من القواعد، أو التعليمات، ليتّبعها الكمبيوتر حتى يتمكن من تحليل البيانات واتخاذ القرارات.
على سبيل المثال، تستخدم القواعد الحالية حول كيفية ظهور سرطان البروستاتا في فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، ثم تُدرب الخوارزميات باستخدام آلاف دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي، بعضها من أشخاص معروف إصابتهم بسرطان البروستاتا، والبعض الآخر من أشخاص ليس لهم أي إصابة.
مع أساليب الذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل التعلم الآلي، تتعلم الخوارزمية نفسها كيفية تحليل البيانات وتفسيرها.
وعلى هذا النحو، قد تلتقط خوارزميات التعلم الآلي أنماطًا لا يمكن تمييزها بسهولة للعين البشرية أو الدماغ.
ومع إفادة هذه الخوارزميات بمزيد من البيانات الجديدة، تتحسن قدرتها على تعلم وتفسير البيانات.
يستخدم الأطباء، حاليا، اختبارات تصوير السرطان للإجابة على مجموعة من الأسئلة، مثل: هل هو سرطان حقيقي أم مجرد كتلة غير ضارة؟ إذا كان سرطان، فما مدى سرعة نموه؟ إلى أي مدى انتشر؟ هل سينمو مرة أخرى بعد العلاج؟.
تشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحسين السرعة والدقة والموثوقية التي يجيب بها الأطباء على هذه الأسئلة.
قال هوغو أيرتس، من كلية الطب بجامعة هارفارد في حديث لموقع المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة “يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقوم بأتمتة التقييمات والمهام التي يمكن للبشر القيام بها حاليا ولكنها تستغرق الكثير من الوقت”.
وبعد أن يعطي الذكاء الاصطناعي النتيجة، “يحتاج اختصاصي الأشعة فقط لمراجعة ما قام به الذكاء الاصطناعي، لمعرفة ما إذا كان أجرى التقييم الصحيح؟” يتابع ذات المتحدث.
ولعل أكثر ما يثير اهتمام العلماء هو إمكانية تجاوز الذكاء الاصطناعي لما يمكن أن يفعله البشر بأنفسهم حاليًا، حيث يمكنه “رؤية” الأشياء التي لا نستطيع نحن البشر رؤيتها، ويمكنه العثور على أنماط وعلاقات معقدة بين أنواع مختلفة جدًا من البيانات.
يقول أيرتس في الصدد إن “الذكاء الاصطناعي رائع في تجاوز الأداء البشري للعديد من المهام”.
لكن لا يزال من غير الواضح كيف يصل الذكاء الاصطناعي إلى نتائجه، لذلك يصعب على الأطباء والباحثين، حاليا، التحقق مما إذا كانت أدواته تعمل بشكل صحيح أم لا.